ابـن كثيــر المكــى(
1)
هو عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروز بن هرمز ، وكنيته أبو معبد ويقال له الداري نسبة إلى بني عبد الدار ، وقال بعضهم: قيل له الداري لأنه كان عطاراً . والعرب تسمى العطار دارياً نسبة إلى دارين، موضع بالبحرين يُجلب منه الطيب.
وكان رحمه الله طويلاً جسيماً أسمر اللون، أشهل العينين ( في سوادهما زرقة ) أبيض الرأس واللحية ، وكان يخضبها أحياناً بالحناء ، وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً ، عليه السكينة والوقار ، وهو أحد القراء السبعة وتابعي جليل.
لقى من الصحابة بمكة عبد الله بن الزبير ، وأبا أيوب الأنصاري ، وأنس بن مالك ، ومجاهد بن جبر ، ودرباس مولى عبد الله بن عباس، وروى عنهم.
تلقى القراءة عن أبي السائب عبد الله بن السائب المخزومي ، وأبي الحجاج مجاهد بن جبر المكي ، ودرباس مولى عبدالله بن عباس . وقرأ ابن السائب على أبي بن كعب وعمر بن الخطاب، وقرأ مجاهد على عبد الله بن السائب وعبد الله بن عباس، وقرأ درباس على عبد الله بن عباس ، وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب وزيد بن ثابت ، وقرأ أُبَيّ وزيد وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان قاضي الجماعة بمكة ، وإمام الناس في القراءة بها ، لم ينازعه فيها منازع .
وروى عنه القراءة إسماعيل بن عبد الله القِسط، وإسماعيل بن مسلم ، وحماد بن سلمة ، والخليل بن أحمد ، وسليمان بن المغيرة ، وشبل بن عباد ، وعبد الملك بن جريج ، وابن أبي مليكة ، وسفيان بن عيينة ، وأبو عمرو بن العلاء ، وعيسى بن عمر ، ونقل الإمام الشافعي قراءة ابن كثير وأثنى عليها، وقال : قراءتنا قراءة عبد الله بن كثير، وعليها وجدت أهل مكة .
قال الأصمعي : قلت لأبي عمرو : قرأت على ابن كثير! ، قال: نعم ، ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد ، وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد .
قال ابن مجاهد : ولم يزل عبد الله بن كثير هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومائة بمكة رضي الله تعالىعنه . وقيل إنه أقام مدة بالعراق ثم عاد إلى مكة ومات بها
[center]