نشأ الشعب المصرى ميالا إلى الفنون ومبدعا فيها ويظهر ذلك واضحا فيما تركه المصريون من تماثيل ومسلات ونقوش وتوابيت وحلى واثاث وأدوات مرمرية
ولن ينسى التاريخ فضل المصريين على الانسانية فى اختراع الكتابة التى سماها الاغريق بالخط الهيروغليفى وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24حرفا واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر فى الكتابة على أوراق البردى
وقد اهتم القدماء فى مصر بالكتابة والتعليم وفى وصية أحد الحكماء المصريين القدماء لابنه كتب يقول وسع صدرك للكتابة وأحبها حبك لأمك فليس فى الحياة ماهو أثمن منها
وبرع المصريون فى الأدب الدينى الذى تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الاخرى وأسرار الكون والاساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثله الأدب الدينى نصوص الاهرام التى سجلت على جدران بعض الأهرامات لتكون عونا للميت فى الحياة الاخرى .. أما كتاب الموتى فهو عبارة عن كتابات دينية تدون على أوراق البردى يتم وضعها مع الموتى لتقيهم من المخاطر بعد الموت وقد اهتم الأديب المصرى القديم بالظواهر الطبيعية التى رفعها إلى درجة التقديس فنسخ من حولها الأساطير الخالدة وخاصة حول الشمس والنيل فالشمس هى نور الاله الذى لايخبو عن أرض مصر وهى سر الدفء والحياة والنيل هو واهب الخير لارض مصر وهو الطريق الى الحياة الخالدة
كما برع الأديب المصرى القديم فى كتابة القصص وحرص على ان تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين على رواية تراثهم من الحكم والامثال وعلى ترديدها باعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم
عرف المصريون أنواعاً مختلفة من الأدب. ففي مصر القديمة، تحدث الأدب الجنائزي عما يتوقع المتوفى أن يجده خلال رحلته في العالم الآخر. أما الأقباط والمسلمون، فقد اهتموا بصفة خاصة بالأدب الديني. فكانت القصص والسير الذاتية والأساطير والأشعار والقصص الشعبية تحكى للتسلية وأحياناًُ كانت تستخدم في توصيل رسالة دينية معينة.
ادب المقابر المصريه القديمه:
بدأت، مع نهاية الأسرة الخامسة، تظهر نصوص دينية طويلة تعرف "بمتون الأهرام"؛ وقد شوهدت أول الأمر في هرم الملك أوناس بمنطقة سقارة.
ويتكون مثل هذا النص من مئات التعويذات التي تتحدث عن موت ودفن وحماية الملك وبعثه في العالم الآخر.
ومنذ ذلك العصر، فصاعدا؛ استخدمت تعاويذ القرابين، التي كانت نصوصا جُعلت بغرض التلاوة أثناء تقديم القرابين. وقد استخدمت تلك التعاويذ كثيرا وبشكل واسع على الأبواب الوهمية واللوحات وتوابيت الأفراد أو الشخصيات الملكية؛ مثل تابوتي الملكة "كاويت" والملكة "أشاعيت".
ومع بداية عصر الدولة الوسطى، أو ربما قبل ذلك، أصبحت الأدوات الجنائزية تزين بتعاويذ شخصية جديدة تعرف باسم "متون التوابيت"، لأنها كانت غالبا تنقش على التوابيت؛ مثل تابوت الوزير"داجي".
وكانت متون التوابيت تحتوي أيضا على نوع جديد من النصوص الجنائزية تحت مسمى "دليل العالم الآخر"، وقد أمدت المتوفى بأوصاف لمختلف الأماكن في العالم الآخر؛ مع الكلمات التي تعين روح المتوفى في المرور من خلالها بسلام. ومن أكثر تلك "الأدلة" تعقيدا، ذلك الدليل الذي يزين تابوت الجنرال "سبي"؛ ويسمى "كتاب الطريقين".
وبداية من عصر الانتقال الثاني فصاعدا، أصبحت النصوص الجنائزية تقسم إلى عدد من المؤلفات المميزة المنفصلة.
وخلال عصر الدولة الحديثة، من الأسرة الثامنة عشرة، وحتى الأسرة الحادية والعشرين، ظهرت نصوص كتاب العالم الآخر العامرة بالرسوم الإيضاحية؛ على جدران المقابر وفي البرديات: تعقبها نسخ كاملة الرسوم الإيضاحية من كتاب الموتى وغير ذلك من النصوص الدينية.
وفي ذات الوقت، فإن جدران المعابد قد غطيت بمشاهد طقسية وأشكال تصويرية. وكذلك، فإن مؤلفا جنائزيا يعرف باسم "طقس فتح الفم" قد طور في عصر الدولة الحديثة.
ويتكون ذلك الطقس من75 مشهدا وفعلا كانت تمكِّن الكاهن من المساعدة في إعادة الحياة للأجزاء المختلفة من جسد المتوفى؛ عبر تمثاله.
القصص والسير والاساطير المصريه القديمه:
روى قدماء المصريين القصص للتسلية، وكذلك لإيصال مضمون وجوهر رسالة أو حكمة أخلاقية. ورواية القصص في مصر تعد في مثل قِدم الحضارة ذاتها.
ومع ذلك، فإن أقدم قصة مكتوبة مؤكدة التاريخ، باقية من مصر القديمة، ترجع إلى عصر الدولة الوسطى؛ وقد ألفت باللغة المصرية القديمة لمصر الوسطى، التي كانت اللغة الكلاسيكية للعصر.
والأعمال التي بقيت من مصر القديمة أقل كثيرا من تلك التي عرفها قدماء المصريين أنفسهم؛ لأن معظم السير الأدبية كانت عادة شفهية محكية، ولم تدون أبدا.
وإحدى أقدم الحكايات، وأفضلها وأحبها لدى المصريين، قصة سنوحي؛ التي حفظت في ست برديات ونحو خمس وعشرين أوستراكا (أو كسارة فخارية). وقد كتبت القصة في صورة سيرة لعضو في البلاط فر من مصر إلى غرب آسيا لدى وفاة الملك أمنمحات الأول؛ لأسباب لم يبح سنوحي نفسه بها. وبعد سنين عديدة في المشرق أحس سنوحي بالحنين إلى الوطن؛ فكتب رسائل طويلة سائلا العفو والمغفرة من الملك سنوسرت الأول الذي سمح لسنوحي بالعودة واتخاذ موقعه في البلاط الملكي.
وكانت السيرة الذاتية أقدم شكل في الأدب المصري، وهناك الكثير من الأمثلة التي تتمتع بالجودة العالية. ومن تلك، السيرة الذاتية للمسئول "ويني"؛ والتي جاءت من مصلى مقبرته في أبيدوس. ولقد امتدت خدمة "ويني" من عهد الملك تيتي إلى عهد الملك "مرنرع"، وبالغ "ويني" كثيرا في ادعاء علاقته الوثيقة بسيده بيبي الأول الذي عينه لكي يستقصي مدى تورط الملكة وريت-يامتيس في مؤامرة ضده.
ويعد كتاب "بقرة السماء" أو "فناء البشرية" الذي دون في أواخر الأسرة الثامنة عشرة على المقصورة الذهبية للملك توت عنخ آمون؛ مثالا للقصة الأسطورية في الأدب المصري القديم. وتصف القصة كيف أن رب الشمس رع قد واجه عصيانا من بني البشر، فأرسل عينه "حتحور"، وفي نسخة متأخرة "سخمت"، إلى الأرض في شكل لبؤة؛ مضت تبتلع الرجال. ثم استدعاها رع، ولكنها امتنعت عن العودة؛ فكان عليه أن يخدعها. ففي إحدى الليالي قام بخلق جعة حمراء لها مظهر دم الإنسان؛ فشربتها سخمت عن آخرها، حتى الثمالة. وبهذه الطريقة، تمكن رع من إنقاذ البشرية.
ويقدم الأدب المصري القديم أيضا أمثلة لما يمكن تسميته بقصص الخيال أو القصص الشعبي؛ مثل: "حكاية الأخوين" ، و"الأمير وأقداره"، أو في فترة متأخرة: قصة "سيتني خامواس" ابن رمسيس الثاني.
وهذه قصة تصف كيف أن "سيتني خامواس" كان مولعا بالنصوص السحرية من العصور الماضية؛ فقابل شبح ساحر مات منذ زمن بعيد، بمقبرته في سقارة. وفي قصة داخل قصة، وقف على حلقة من حياة ذلك الساحر.
النيل في الادب المصري القديم:
وصف الحكماء الكهنة فى الأدب المصرى القديم كيف أن النيل توقف عن غمر الأرض وكيف هددت البلاد بالمجاعة نتيجة للفوضى الإجتماعية.
وعلى بردية من عصر الاضمحلال الأول عام 2150 ق.م موجودة حالياً فى متحف ليدن بهولندا، وصف الحكيم إبو-ور حالة مصر عندما غضب النيل على الناس نتيجة للحرب الأهلية والعداوة والفوضى قائلاً:" كان الرجل يذهب إلى حقله حاملاً درعه ... وكان الأشرار فى كل مكان ... ولم يعد عظماء الأمس موجودين ... كان النيل يفيض، ولكن لا أحد يحرث حقله ... وكل واحد يقول، نحن لا نعرف ماذا حدث للبلد ... فقد توقف خنوم عن خلق أطفال (جدد) ... وحالة البلد سيئة ... وأصبح الفقراء ملاكاً لأشياء ثمينة ... والشخص الذى لم يكن له صندل (حافى القدمين) من قبل، أصبح ثرياً. عمت العداوة كل الأرض وأصبح الدم فى كل مكان ... ودفن الموتى فى النهر الذى أضحى جبانة، كما بات مكان التحنيط هو النهر ... أصبح النهر دماً ... والكبير والصغير يقول أتمنى أن أصبح ميتاً.
وفى نبوءة نفر-ار-حو والتى ترجع لعصر الملك تحتمس الثالث نجده يصف حالة جنوب شرق الدلتا فى عصر الملك سنفرو من الأسرة الرابعة كالتالى: نهر مصر فارغاً، حتى إنه يمكن عبور الماء سيراً على الأقدام ... وسيبحث الرجال عن الماء التى يمكن للمراكب أن تبحر عليها؛ فقد أصبخ النهر ضفافاً وأصبحت الضفاف ماءاً ... ولم يعد بيض الطيور يفقس فى أحراش الدلتا ... وستشرب حيوانات الصحراء المتوحشة من أنهار مصر، حتى يرطبوا أجسادهم على ضفافها، حيث لم يعد هناك من يخيفهم ... وسيحمل الرجال أسلحة الحرب، وستعيش الأرض فى ضجيج ... أنا سأريكم الابن كعدو والأخ كخصم والرجل يقتل والده".
هذا وقد أعد بعض الكتاب قواعد للتعامل على النيل، فنجد أمن-ام-اوبت فى عام 850 ق.م. ينصح صاحب معدية بأن يكون رقيقاً ورحيماً مع الآخرين، فيقول: "لا تمنع الناس من عبور النهر عندما يكون لا يزال لديك مكاناً (شاغراً) على مركبك ويأتيك شخص يعيش على الجزيرة، لا بد وأنك سوف تمد له يدك لتأخذه معك ... وهنا لن يعاقبك لإله ... لا تصنع لنفسك معدية على النهر وتجمع الثمن ... خذ الثمن من الثرى ورحب بذلك الذى لا يملك الثمن".
وصف الحكماء الكهنة فى الأدب المصرى القديم كيف أن النيل توقف عن غمر الأرض وكيف هددت البلاد بالمجاعة نتيجة للفوضى الإجتماعية.
وعلى بردية من عصر الاضمحلال الأول عام 2150 ق.م موجودة حالياً فى متحف ليدن بهولندا، وصف الحكيم إبو-ور حالة مصر عندما غضب النيل على الناس نتيجة للحرب الأهلية والعداوة والفوضى قائلاً:" كان الرجل يذهب إلى حقله حاملاً درعه ... وكان الأشرار فى كل مكان ... ولم يعد عظماء الأمس موجودين ... كان النيل يفيض، ولكن لا أحد يحرث حقله ... وكل واحد يقول، نحن لا نعرف ماذا حدث للبلد ... فقد توقف خنوم عن خلق أطفال (جدد) ... وحالة البلد سيئة ... وأصبح الفقراء ملاكاً لأشياء ثمينة ... والشخص الذى لم يكن له صندل (حافى القدمين) من قبل، أصبح ثرياً. عمت العداوة كل الأرض وأصبح الدم فى كل مكان ... ودفن الموتى فى النهر الذى أضحى جبانة، كما بات مكان التحنيط هو النهر ... أصبح النهر دماً ... والكبير والصغير يقول أتمنى أن أصبح ميتاً.
وفى نبوءة نفر-ار-حو والتى ترجع لعصر الملك تحتمس الثالث نجده يصف حالة جنوب شرق الدلتا فى عصر الملك سنفرو من الأسرة الرابعة كالتالى: نهر مصر فارغاً، حتى إنه يمكن عبور الماء سيراً على الأقدام ... وسيبحث الرجال عن الماء التى يمكن للمراكب أن تبحر عليها؛ فقد أصبخ النهر ضفافاً وأصبحت الضفاف ماءاً ... ولم يعد بيض الطيور يفقس فى أحراش الدلتا ... وستشرب حيوانات الصحراء المتوحشة من أنهار مصر، حتى يرطبوا أجسادهم على ضفافها، حيث لم يعد هناك من يخيفهم ... وسيحمل الرجال أسلحة الحرب، وستعيش الأرض فى ضجيج ... أنا سأريكم الابن كعدو والأخ كخصم والرجل يقتل والده".
هذا وقد أعد بعض الكتاب قواعد للتعامل على النيل، فنجد أمن-ام-اوبت فى عام 850 ق.م. ينصح صاحب معدية بأن يكون رقيقاً ورحيماً مع الآخرين، فيقول: "لا تمنع الناس من عبور النهر عندما يكون لا يزال لديك مكاناً (شاغراً) على مركبك ويأتيك شخص يعيش على الجزيرة، لا بد وأنك سوف تمد له يدك لتأخذه معك ... وهنا لن يعاقبك لإله ... لا تصنع لنفسك معدية على النهر وتجمع الثمن ... خذ الثمن من الثرى ورحب بذلك الذى لا يملك الثمن".