كوب من الزجاج مملوء الى نصفه بالماء
فريق منا يصف كوب الزجاج بان نصفه مملوء بالماء - و الوصف صحيح
و فريق ثاني يصف كوب الزجاج بان نصفه فارغ - و الوصف ايضا صحيح
و فريق ثالث يضع الوصف كاملا
بان كوب الزجاج نصفه مملوء و نصفه فارغ
هي تجربة في احد فروع العلوم الإنسانية –
تصف بدقة اختلافنا في حياتنا الاجتماعية
و في السياسة و الاقتصاد و في الدعوة
الفريق الأول ينظر الى الايجابيات( نصف الكوب المملوء )
هو متفائل دائما يرى الربيع من فصول السنة و الحياة جميلة و حلوة
يبتعد دائما عن المشاكل –
مش ناقص وجع دماغ او بلغة الشباب كبر دماغه
في مرحلة الدراسة عايش حياته
أوقات فراغه أكثر بكثير من أوقات دراسته
و في زواجه يبحث عن الطيب من الطعام و المتعة و النوم بهدوء
و كل المشاكل و المصاعب و السلبيات مؤجلة عنده الى حين
في السياسة مش ناقص وجع دماغ ماشي جنب الحيط
ماله هو و مستقبل بلاده و أبنائه –
المهم انه عايش مبسوط
الفريق الثاني لا يرى إلا السلبيات ( نصف الكوب الفارغ )
دائم الشكوي – لا يرى إلا الأخطاء – شايفها ضلمة
عنده في دماغه صداع مزمن – دائم القلق و التوتر
يريد ان يرى كل شئ صح و لا يكلف نفسه التعب
او الجهد في تصحيح الأخطاء او علاج السلبيات
بل انه لا يرى أي فائدة من العلاج
اذا اقتربت منه أصابك الاكتئاب و عدوي القلق و التوتر
في السياسة اتخذ جانب المعارضة في كل شئ و لكل شئ
متعصب – متزمت - جامد الفكر –
لا يري إلا جانب واحد فقط الجانب الذي يقف فيه
قطعا في زواجه هم و نكد و مع أبنائه شدة و عنف
فهو يطلب أبنائه ان يكون كل منهم مثل احمد زويل
و اذا معرفش زي بعضه يبقي زي أبو تريكة
أما الفريق الثالث فهو يري الصورة كاملة 0 واضحة الملامح
يري الايجابيات و يستفيد منها
و يري السلبيات و يبذل جهده في القضاء عليها
يناقش الفكرة او الموقف او المشكلة بكل هدوء
يستفيد بالرأي الأخر في علاج سلبياته
فكيف يري كل منا حياته
دراسته – زواجه – أفكاره – طموحاته – أخفقاته
هل نري منها نصف الكوب المملوء
ام نري في حياتنا نصف الكوب الفراغ
او نراها علي حقيقتها بلا زيف و لا رتوش