بسم الله الرحمن الرحيم
تعودت أن أرضى بما تقدمه لى الحياة... مهما كان زهيداً... شحيحاً
تعودت أن أزرع بداخلى الأمل ...حتى وإن أفتقدت كل معانيه فى من ...وما حولى
تعودت أن أرسم البسمة على وجهى... حتى تغطى على صرخات قلبى المتألم
تعودت أن أساند المهزومين والمكلومين حتى ينتصروا ويستعيدوا ثقتهم بأنفسهم وبالحياة... حتى ولو كنت أنا أول المهزومين والمكلومين... وأكثرهم خسارة
تعودت على غدر الليالى والأيام حتى بت أهاب أمنها وصفوها
تعودت أن أعيش هذا التناقض والتضاد فى حياتى حتى ألفته وتعودته وصار جزئاً من تكوينى وخلايا جسدى
صرت لا أعرف إن كان أسعدنى هذا أم أشقانى
صرت أجهل مصادر سعادتى أو شقائى
توقف الحلم بداخلى ...إلا للآخرين
صرت لا أتمنى شيئ . .. إلا لغيرى
ضاع حلمى بين أحلامهم ...فقدته ...أو إفتقدته
ربما مازال بداخلى ينبض ولكنى من كثرة ماتجاهلته وأنكرته .... صار شيئاً هلامياً ... مطمساً... يعالج سكرات الموت داخل نفسى وكيانى
لا أدرى لماذا يعن لى أحياناً أن أبحث عنه ...أن أزيح غبار الأيام من فوقه ...أعيش معه لحظات أسرقها من عمر الزمن
أبتسم له إبتسامتى الوحيدة ... الحقيقية
أعيش معه لحظات من السعادة
أعيش به وله وفيه
يسكننى... وأسكنه
أذكره... ويذكرنى
يذكر تلك الحالمة.... التى رسمته يوماً بريشة برائتها وطهرها
يذكر تلك الآملة.... فى الخير والحب والعطاء
يذكر تلك المتناسية.... كل شرور العالم وخطاياه
يذكر تلك النقية.... التى بنته وأرست دعائمه فى وجدانها وروحها
أرتفع معه ... وأسموا وأصل إلى عالم لا يضم سوانا ... نقضى معاً لحظات ..أو أيام ..أو حتى سنوات لا يهم ...
فليس للوقت قيمة عندنا فمجرد تلاقينا سوياً هو القيمة والمعنى والهدف
فى تلك اللحظات تتأكد لى حقيقة واحدة لا تقبل الشك وهى أن حلمى هو... ما فى صدرى من أنفاس
حلمى هو... ما فى قلبى من نبضات
حلمى هو... مافى جسدى من حرارة تميزنى عن ملايين الجثث الباردة .. المتحركة التى إمتلأ بها عالمنا
حلمى – وإن لم يتحقق- فيكفينى أنه الحقيقة الوحيدة وسط كل زيف حياتى وريائها ... فيها تحقق ...أو يتحقق... أو سيتحقق ... رغم أنف كل المستحيلات التى تملأ دنياى....,,